الجلوس أمام شاشة الحاسوب وتأثيره على الرؤية

يحتل الإسرائيليون المراتب الأولى في اكثر الشعوب عالميًا التي تجلس اما شاشات الحواسيب لفترات طويلة في العمل، المدرسة، في المنزل ومن خلال شاشات الهواتف. لكن هناك ما يثير القلق خاصة اذا علمنا ما هي التأثيرات السلبية لهذه العادات وخاصة على الاولاد، البالغين ومن هم فوق الاربعين. ما هي أضرار الجلوس أمام الشاشات لأوقات طويلة؟ وكيف يمكن تجنب هذه الأضرار دون تقليل وقت الجلوس أمام الشاشات؟

الجلوس أمام شاشة الحاسوب وتأثيره على الرؤية

الإسرائيليون هم الأكثر جلوسًا أمام  الشاشات عالميا. بحسب التقديرات حتى جيل الـ7 سنوات يقضي الاولاد سنة كاملة من حياتهم في التحديق امام الشاشات. وابتداء من سن الـ8 سنوات وحتى البالغين يستطيعون قضاء 10 ساعات يوميا وهم يحدقون في شاشة حاسوب العمل، المدرسة، المنزل، الهاتف والتلفاز.

ناهيك عن الاضرار الصحية النابعة من استخدام الشاشات برزت خلال السنوات الاخيرة الاضرار التي تسببها التحديق في الشاشات على العيون والرؤية. بالرغم من العلاقة البعيدة بحسب الابحاث بين وقت استعمال الشاشة وبين الاضرار البعيدة الا أنه ومنذ البدء باستعمال الشاشات اي قبل 3 عقود تضاعف عدد الذين يعانون من قصر النظر "ميوبيا".

وبحسب عدة ابحاث اجريت تبين أن الحياة في المدينة ومستوى التعليم العالي والذين يتميز اصحابه بالجلوس امام الشاشات لساعات يرفع خطر تطور قصر النظر الامر الذي يلزم باستعمال النظارات والعدسات.

 

متلازمة الحاسوب

تعتبر متلازمة الحاسوب Computer Vision Syndrome المتلازمة الأكثر انتشارًا والتي تصيب العين والرؤية نتيجة الإستخدام الطويل للحاسوب. وبحسب الأبحاث فإن 50-90% من البالغين الذين يعملون امام الشاشات يصابون بقسم من الأعراض التي تشمل: عدم وضوح الرؤية، الرؤية المزدوجة، جفاف العين، تهين العين، والصداع نتيجة الاستخدام المطول للشاشة.

وتنبع هذا المتلازمة نتيجة حاجة العين لضبط نفسها على الكائن القريب، الشاشة، بشكل مستمر بإستخدام عضلة العين ومرونة العدسة، الأمر الذي يثقل عليها، ومع التقدم في السن وخاصةً بعد جيل الـ 40 تنخفض مرونة العدسة وتنضر قدرة العين على التركيز بالشاشة والمتلازمة وتنعكس المتلازمة بشكل ملموس ومتكرر.

ويشار الى انه لا يوجد علاج للمتلازمة ، ما عدا المحافظة على قواعد الحذر بإستخدام الشاشات، كما سيتم شرحهم فيما بعد، بحيث ان الأعراض تختفي بعد فترة راحة جيدة من استخدام الحاسوب / الشاشة او من التركيز على كائن آخر قريب.

 

على الرغم من ان متلازمة الحاسوب تنعكس بشكل خاص في سن الأربعين مع انخفاض مرونة العدسة، ولكن يمكن ربط استخدام الشاشات على المدى الطويل بالضرر البصري في الأجيال الصغيرة والشابة.

وتشير بعض الدراسات الى زيادة استخدام الشاشات في الأجيال الأصغر يمكن ان تسرع تطوير قصر النظر. كما وجدت دراسة اخرى ان الاستخدام المستمر للشاشات في صفوف المراهقين يمكن ان يسبب الحول المكتسب. وفي هذه الحالة فإن التقليل من استخدام الشاشات يمكن ان يقلل من ذلك.

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ، التي تعتمد توصياتها على مجموعة من الاعتبارات ، فلا ينبغي أن يتعرض الأطفال للشاشات حتى سن 18 شهرا ، باستثناء الاستخدام الضروري ، مثل مكالمات الفيديو مع الأقارب. من سن 2 إلى 5 سنوات ، توصي الأكاديمية بتقييد استخدام الشاشة في الساعة الواحدة في اليوم. من سن 6 فما فوق ، يوصى بمواصلة الحد من استخدام الشاشات.

نصائح لمنع الضرر من الإستخدام المطوّل للشاشات:

هناك عدد من القواعد التي يوصى بتنفيذها من اجل تقليل الظواهر القصيرة والطويلة الامد المرتبطة بالإستخدام الواسع النطاق للشاشات:

  1. زوروا طبيب العيون: اهمتوا لإجراء فحوصات لدى الطبيب بشكل دوري وعند ظهور أعراض متلازمة رؤية الكمبيوتر.
  2. الحد من انعكاس الشاشة: اذا كانت الشاشة موضوعة في مكان ينعكس عليها ضوء من الشباك او من مصدر آخر فقوموا بتغيير مكانها وزوايتها، او ركبوا شاشة حماية ضد الإنعكاسات.
  3. قوموا بترتيب طاولتكم: ضعوا الشاشة تحت مستوى عيونكم قليلًا، وعلى بعد 50-70 سنتمترًا، واذا كنتم تعملون مع اوراق مطبوعة ايضًا، ضع الصفحات في رف بالقرب من الشاشة، وبهذه الطريقة ستقلل من جهد العين في التنقل بين الأمرين.
  4. اتبعوا القاعدة 20-20-20: بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، انظر لمدة 20 ثانية في غرض  آخر على بعد 20 قدم (7 أمتار) وبهذه الطريقة تمنحوا العين قسطًا من الراحة من الترمز في الأشياء القريبة.
  5. جربوا اعدادات الشاشة: اعدادات المصنع ليست دائمًا هي الأفضل بالنسبة لكم، قوموا بضبط الإعدادات حتى تشعروا بالراحة عندما تنظروا الى الشاشة لفترة طويلة

في الختام، على الرغم من الأبحاث حول استخدام مستمر للشاشات بين والأضرار في النظر والرؤية الطويلة والقصيرة الأمد، فإن كثيرين يعانون من ظواهر الجلوش امام الشاشة بشكل مستمر. والإسرائيليون، كمتقدمين عالميين في نسبة المدة التي يقضونها امام الشاشات، فعليهم توخي المزيد من الحذر وتطبيق توصيات توصيات المنظمات المهنية لتجنب هذه الأضرار ولإجراء اختبارات الرؤية بشكل دوري.

 

 

 

מחלות עיניים